محامي في الأردن / في الأعذار
- الشواهين للمحاماة والتحكيم
- 21 ديسمبر 2024
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 22 ديسمبر 2024
في قانون العقوبات الأردني، تم تخصيص أحكام خاصة لمعالجة الظروف التي قد تخفف من مسؤولية الجاني أو تعفيه منها بشكل كامل. تعكس هذه الأحكام فلسفة المشرّع في تحقيق العدالة الجنائية بمراعاة الظروف المحيطة بالجريمة والجاني. وتنقسم هذه الأعذار إلى فئتين رئيسيتين: الأعذار المُحِلَّة والأعذار المُخَفِّفَة.
أولاً: الأعذار المحلة
الأعذار المحلة هي تلك التي تؤدي إلى إعفاء الجاني من المسؤولية الجنائية بشكل كامل. وفقًا للمادة (97) من قانون العقوبات الأردني، لا يُعاقب الجاني إذا كان تحت تأثير عذر مُحِلّ ينفي عنه الإرادة أو الإدراك عند ارتكاب الجريمة. وتشمل هذه الأعذار:
حالة الدفاع الشرعي:
إذا قام الشخص بارتكاب فعل دفاعًا عن نفسه أو عن غيره ضد اعتداء غير مشروع.
يشترط أن يكون الدفاع متناسبًا مع الخطر المحدق وألا يتجاوز حدود الضرورة.
الإكراه أو القوة القاهرة:
إذا أُجبر الجاني على ارتكاب الجريمة تحت تهديد مباشر وخطير يعرض حياته أو سلامته للخطر.
الجنون أو العته:
إذا ثبت أن الجاني كان فاقدًا للإدراك أو الإرادة بسبب مرض عقلي أو نفسي.
ثانياً: الأعذار المخففة
الأعذار المخففة هي تلك التي لا تعفي الجاني من المسؤولية الجنائية بشكل كامل، لكنها تخفف العقوبة المقررة. ويترتب على وجود هذه الأعذار تقليل الحكم الصادر على الجاني، وفقًا لما نصت عليه المادة (98) وما بعدها في القانون. من أبرز الأعذار المخففة:
ثورة الغضب المفاجئة:
إذا ارتكب الجاني الجريمة تحت تأثير غضب شديد ناجم عن عمل غير محق ومثير صادر عن المجني عليه.
الاعتراف بالجريمة:
إذا بادر الجاني إلى الاعتراف بارتكاب الجريمة قبل اكتشافها أو خلال التحقيق، مما يعكس شعورًا بالندم ورغبة في التعاون مع العدالة.
الظروف الشخصية للجاني:
مثل صغر السن، أو وجود عوامل اجتماعية أو اقتصادية دفعت الجاني لارتكاب الجريمة.
المحاولات الإصلاحية:
إذا حاول الجاني إصلاح الضرر الناجم عن الجريمة، كإعادة الأموال المختلسة أو تعويض المتضرر.
التطبيق العملي
تعتمد المحاكم الأردنية في تطبيق الأعذار المحلة والمخففة على تقدير الظروف المحيطة بكل قضية على حدة. ويتطلب ذلك تقديم أدلة واضحة تثبت وجود العذر، سواء من خلال الشهود أو الأدلة الطبية أو القانونية. كما أن القاضي يتمتع بسلطة تقديرية في تحديد مدى انطباق العذر على الواقعة.
أهمية الأعذار في النظام القانوني
تساعد الأعذار المحلة والمخففة على تحقيق التوازن بين إنفاذ القانون وضمان العدالة الإنسانية. فهي تعكس تفهم النظام القانوني للظروف المختلفة التي قد تؤدي إلى ارتكاب الجريمة، مما يسهم في إصدار أحكام عادلة تتناسب مع كل حالة على حدة.
المادة (95)
لا عذر الا بنصلا عذر على جريمة إلا في الحالات التي عينها القانون.
المادة (96)
آثار العذر المحل إن العذر المحل يعفي المجرم من كل عقاب على أنه يجوز أن تنزل به عند الاقتضاء تدابير الاحتراز كالكفالة الاحتياطية مثلاً.
المادة (97)
العقوبات على الجرائم عند توفر عذر مخففعندما ينص القانون على عذر مخفف:1- إذا كان الفعل جناية توجب الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة أو الاعتقال المؤبد حولت العقوبة إلى الحبس سنة على الأقل.2- وإذا كان الفعل يؤلف إحدى الجنايات الأخرى كان الحبس من ستة أشهر إلى سنتين.3- وإذا كان الفعل جنحة فلا تتجاوز العقوبة الحبس ستة أشهر أو الغرامة خمسة وعشرين ديناراً.
المادة (98)
المستفيدون من العذر المخففيستفيد من العذر المخفف فاعل الجريمة الذي أقدم عليها بسورة غضب شديد ناتج عن عمل غير محق وعلى جانب من الخطورة أتاه المجني عليه.
الأعذار المخففة
المادة (99)
العقوبات على الجرائم عند توفر اسباب مخففةإذا وجدت في قضية أسباب مخففة قضت المحكمة:1- بدلاً من الإعدام بالأشغال الشاقة المؤبدة أو بالأشغال الشاقة المؤقتة من عشر سنين إلى عشرين سنة.2- بدلاً من الأشغال الشاقة المؤبدة بالأشغال الشاقة المؤقتة من خمس سنوات إلى خمس عشرة سنة وبدلاً من الاعتقال المؤبد بالاعتقال المؤقت مدة لا تقل عن خمس سنوات.3- ولها أن تخفض كل عقوبة جنائية أخرى إلى خمس سنوات.4- ولها أيضاً ما خلا حالة التكرار، أن تخفض أية عقوبة لا يتجاوز حدها الأدنى ثلاث سنوات إلى الحبس سنة على الأقل.
المادة (100)
تأثير الاخذ بالأسباب المخففة في حالة الجنح. ووجوب تعليل القرار عند الأخذ بالأسباب المخففة1- إذا أخذت المحكمة بالأسباب المخففة لمصلحة من ارتكب جنحة، فلها أن تخفض العقوبة إلى حدها الأدنى المبين في المادتين (21 و 22) على الأقل.2- ولها أن تحول الحبس إلى غرامة أو أن تحول - فيما خلا حالة التكرار - العقوبة الجنحية إلى عقوبة المخالفة.3- يجب أن يكون القرار المانح للأسباب المخففة معللاً تعليلاً وافياً سواء في الجنايات أو الجنح.
اطلع على الخدمات التي يقدمها مكتب الشواهين للمحاماة والتحكيم الآن.

Commentaires